نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا شاب نشأت في بيت يتسم بالأخلاق الحميدة والتربية الرشيدة... كنت طوال حياتي مواظبا على صلاتي، وكنت أقرأ القرآن آناء الليل وأطراف النهار، سنوات طويلة وأنا أستخدم النت في النافع من الأمور... وفي يوم من الأيام دخلت مصادفة على أحد المواقع المشينة... فبدأت اللقطات تتنقل بي من مكان لآخر... حز ذلك في نفسي كثيرا... فهجرت تلك المواقع لفترة ثم عدت إليها.. ومع الوقت أصبحت مدمنا عليها.. ألهتني عن صلاتي وهجرت المصحف.. وانقلبت حياتي رأسا على عقب... أصبت بكمد يعتصرني... كيف تغيرت بتلك الطريقة السريعة وغير المحسوبة؟... أرشدني كيف أرجع إلى سالف العهد؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن مما يؤلم النفس ويذيب الفؤاد كمدا أن تتغير دفة الحياة بالإنسان ويرجع من حال الرشاد إلى حال الفساد ومن طريق الهداية إلى دهليز الغواية... غير أن مما يحمد الله عليه وجود النفس اللوامة التي تدفع الإنسان إلى العودة إلى الطريق المستقيم.. يحصل منا الإهمال فنرخي لأنفسنا الزمام فتسوقنا إلى أمور نندم عليها.. وغير خاف على أحد ما يمكن أن يجر إليه النت من المزالق فهو سلاح ذو حدين ولابد من استعماله في النافع من الأمور وإلا تم استخدامه في الضار... ومن نعم عليك هذه اليقظة وعدم السرور بهذا الواقع والحنين إلى أيام الطاعة والقرب من الله عز وجل والأنس بتلاوة كتابه عز وجل.
بقي أن نستعرض بعض النقاط المعينة على تقويم هذا الوضع غير المقبول والذي هو من ضروب الحور بعد الكور:
1- عليك بالتوبة النصوح والاستغفار من هذا الذنب الذي وقعت فيه، وهو فتح كوة المعاصي والذنوب.
2- الكف عن تصفح تلك المواقع بشكل قاطع وجازم.
3- الرجوع إلى المسجد والمحافظة على الصلاة جماعة.
4- وضع برنامج لتلاوة القرآن الكريم وحفظه... وليكن لك وقت للتسميع على شيخ متقن.
5- الصحبة الطيبة لها أعظم الأثر فاحرص على الأصحاب المتميزين في أخلاقهم ودينهم وحرصهم على العلم النافع.
6- بعد الاستعانة بالله اطلب الدعاء من الوالدين فإن دعوتهما قمنة بالإجابة.
والله يحفظنا جميعا بحفظه ويكلؤنا برعايته وعنايته.
المصدر: موقع رسالة المرأة.